

في الشام
ولمّا قربوا من دمشق ، أرسلت اُمّ كلثوم إلى الشمر تسأله أنْ يدخلهم في درب قليل النظّار ، ويخرجوا الرؤوس من بين المحامل ؛ لكي يشتغل النّاس بالنّظر إلى لرؤوس . فسلك بهم على حالة تقشعّر من ذكرها الأبدان وترتعد لها فرائص كلّ إنسان . وأمر أنْ يُسلك بهم بين النظّار ، وأنْ يجعلوا الرؤوس وسط المحامل .
وفي أول يوم من صفر دخلوا دمشق فأوقفوهم على ( باب السّاعات ) وقد خرج النّاس بالدفوف والبوقات ، وهم في فرح وسرور ، ودنا رجل من سكينة وقال : من أيّ السّبايا أنتم ؟ قالت : نحن سبايا آل محمّد (ص) .
وكان يزيد جالساً في منظره على جيرون ، ولمّا رأى السّبايا والرؤوس على أطراف الرماح ، وقد أشرفوا على ثنية جيرون ، نعب غراب ، فأنشأ يزيد يقول :
لـمّا بـدت تلك الحمول وأشرقت تلك الرؤوس على شفا جيرون
نـعب الغراب فقلتُ قل أو لا تقل فـقد أقتضيت من الرسول ديوني
ومن هنا حكم ابن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني والجلال السّيوطي بكفره ولعنه .
مقتل الحسين للمقرم
( ربِّ اغْفِرْ لي ولوالدي، وتُبْ عليَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ )